تشير الدراسة التي نشرتها مجلة الإعجاز العلمي في عددها الرابع عشر عن الباحث الدكتور عبد الله محمد نصرت الى مدى فائدة الأمر الإسلامي ببدء الصلاة في سن مبكرة حيث ان ذلك يساعد على إمكانية الأداء ثم التعود على أداء حركات الصلاة يساعد على تحقيق اكبر قدر من الفائدة الجسمانية المرجوة نظرا لان وظائف المخ الذي يعتبر أهم أعضاء الجسم تعتمد بشكل أساسي على الدورة الدموية التي تغذيه فان هذه الدورة الدموية تتميز بخصائص تتيح لها المحافظة على حيوية المخ من ضمن هذه الخصائص وجود دورة دموية احتياطية كثيفة لتغذية المخ تعمل عند اضطرار الحاجة لها كذلك وجود نظام تلقائي لتنظيم الدورة الدموية للمخ تحت الظروف المختلفة وقد وجد بتحليل هذه الدراسات ان معظم أنواع الرياضة ضار بالدورة الدموية الدماغية أما الصلاة في الإسلام فهي على العكس من ذلك عظيمة الفائدة الرياضة البدنية تضر الدورة الدموية بالدماغ حيث أنها تسرق الدم بشكل مباشر لتغذية العضلات وذلك على حساب المخ كما ان انخفاض معدلات ثاني أكسيد الكربون في الدم نتيجة تسارع عملية التنفس أثناء ممارسة الرياضة يؤدي الى مزيد من تباطؤ سريان الدم الى المخ في الدم تعتبر أحد أهم العوامل التي تتحكم في تدفق الدم الى الدماغ على الجانب الآخر فان صدى حركات الصلاة الإسلامية على الدورة الدموية الدماغية يبدو بالغ الفائدة حيث يزداد سريان الدم الى المخ أثناء السجود بفعل ميل الرأس الى اسفل كما ان انطواء الجسم على نفسه أثناء السجود يساعد على توجيه الدم من الأطراف الى الأعضاء الداخلية والمخ إضافة الى ذلك فان معدلات ثاني أكسيد الكربون تزداد في الدم بشكل وظيفي أثناء ميل الرأس الى أسفل أثناء السجود وذلك نتيجة ضغط الأحشاء على الرئتين هذا الارتفاع في نسبة ثاني أكسيد الكربون بالدم يساعد على إضافة المزيد من تدفق الدم الى المخ كما وان تكرار ميل الرأس الى اسف أثناء الركوع والسجود ثم ارتفاع أثناء القيادة والجلوس يساعد على المحافظة على نظام التوازن التلقائي للدورة الدموية بالمخ حيث انه من المعروف ان وظيفة هذا النظام التلقائي تبلى مع تقدم العمر كما انه قد وجد ان النظام التلقائي لتوازن الدورة الدموية بالمخ ذو رد فعل مزدوج أثناء السجود حيث يعاند في البداية التدفق الزائد للدم في أول السجود حتى يتأهب المخ لاستقبال التدفق الزائد للدم تلك المعاندة لسريان الدم للمخ تحفز وتعطي الفرصة للدورة الدموية المخية الاحتياطية للتأهب والعمل ثم يلي ذلك مرحلة أخرى يسمح فيها للدم الزائد المتدفق بالسريان الى المخ وتوزيعه بالتالي على الأوعية الدموية الاحتياطية وبذلك تتم المحافظة على تلك الوظيفة الاحتياطية المهمة التي من المعروف عنها كذلك انها تبللا وتشيخ مع تقدم العمر ربما بسبب الإهمال وعدم الاستعمال هذا الرد الفعلي المزدوج لنظام الدورة الدموية المخية التلقائي اثناء السجود يدعو الى مزيد من الفهم للفائدة التي تحدث مع الاوامر الإسلامية بالتأني في حركات الصلاة حتى الاطمئنان مع كل حركة فان ذلك يتيح تحقيق الفائدة المرجوة من كل حركة من حركات الصلاة تجاه الدورة الدموية المخية وذلك باتاحة الفرصة لكل من ردود فعل هذه الدورة الدموية ان ياخذ مجراه كاملا كل على حدة مع كل حركة من حركات الصلاة يتضح بناء عل ذلك ان الصلاة في الاسلام ذات فائدة واضحة على تدفق الدورة الدموية للمخ وعلى المحافظة على وظيفة الاوعية الدموية الاحتياطية للمخ وكذلك وظيفة نظام التوازن التلقائي للدورة الدموية للدماغ وعلى الرغم من هذه الفوائد الواضحة فان اثر الصلاة على الدورة الدموية الدماغية ليس هو كل الفوائد الجسمانية للصلاة كما ان كل الفوائد الجسمانية مجتمعة للصلاة ليس هو اعظم فوائدها بل ان الفوائد الروحية لهي الإبداع الحقيقي للصلاة في الإسلام وفي النهاية فان هذه الدراسة لا ترمي الى عدم تشجيع الرياضة ولكنها فقط وفي وقت يتنامى فيه الشغف تجاه الطب البديل وبدائل العلاج الطبيعية تدعو الى التفاتة جادة نحو رسالة عظمى من السماء إلا وهي الإسلام الذي تؤكد كل أوامره انه في مصلحة الإنسان